إقـرار الـورقـة تـفـكـيـك أزمـة أم تـفـجـيـرهـا؟ مـيـرا جـزيـنـي - لـيـبـانـون فـايـلـز شكّل إقرار الحكومة أهداف الورق
إقـرار الـورقـة: تـفـكـيـك أزمـة أم تـفـجـيـرهـا؟
مـيـرا جـزيـنـي - لـيـبـانـون فـايـلـز
شكّل إقرار الحكومة أهداف الورقة الأميركية تحوّلاً نوعياً في المشهد السياسي، خصوصاً في ما يتعلّق بمسألة سلاح "حزب الله"، التي لطالما اعتُبرت خطاً أحمر داخلياً وخارجياً.
ما يضاعف من دلالات هذا القرار، هو أنه أُقرّ في غياب الوزراء الشيعة.
ما يعكس حجم الانقسام العمودي داخل السلطة حول هذه المسألة المصيرية.
أدار رئيس الحكومة نواف سلام الجلسة مستنداً إلى دعم دولي متنامٍ.
وقد نجح في تمرير الورقة بما يشبه الإجماع الناقص، مع صدام مباشر مع الثنائي الشيعي.
لكنه في الوقت ذاته فتح الباب على مرحلة جديدة في العلاقة بين الدولة و"حزب الله".
يشير الترحيب الدولي السريع بما أقرّته الحكومة إلى أن هذه الخطوة تُقرأ خارجياً كإشارة التزام من الدولة اللبنانية...
بتوجّه جديد عنوانه بسط السيادة وضبط السلاح وحصرية القرار الأمني والعسكري.
لكن في المقابل، جاءت ردّة فعل "حزب الله" سريعة، ميدانية وشعبية، تمثلت في مسيرات بالدراجات النارية وشعارات مناهضة لسلام، في مشهد يعيد إلى الأذهان مرحلة ٧ أيار ٢٠٠٨.
كما أن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرافض للورقة الأميركية واعتباره إياها تتضمن بنوداً تمسّ بالمصلحة الوطنية، يعكس أن المواجهة السياسية داخل المؤسسات لم تنتهِ بعد.
في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي توم براك إلى بيروت...
تبدو الأمور متجهة إلى تصعيد سياسي وربما تفاوضي، ستُختبر خلاله قدرة الحكومة على الثبات في قرارها، وعلى إدارة التوازن بين الضغوط الخارجية والممانعة الداخلية.
أما من حيث النتائج، فإن ما أقرّته الحكومة، بحسب مصادرها، يجنّب لبنان تصعيداً ميدانياً واقتصادياً، ويضعه مجدداً على خارطة الدعم الدولي.
خصوصاً أن الورقة تطالب أيضاً بوقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.
لكنّ الرهان يبقى على قدرة الدولة في التنفيذ الفعلي، وليس فقط في تبنّي "أهداف" على الورق.
باختصار، يقف لبنان أمام لحظة سياسية فارقة، قد تكون مدخلاً لبناء دولة فعلية...
أو منزلقاً نحو أزمة جديدة إذا لم تُستوعب التداعيات بعقلانية.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها